زار بطل العالم السابق أناتولي كاربوف مدينة دبي ولعب مباراة إستعراضية ضد عشرة لاعبين في وقت واحد , وقدم قبل ذلك محاضرة شرح فيها مباراة له , وكان لي شرف حضور مباراته ومحاضرته وقد عادت بي الذاكرة إلى تاريخ هذا البطل الذي كنا من جمهوره الكبير لسنواتٍ طويلة .
وكاربوف هو بطل العالم خلال الفترة 1975-1985 حيث تأهل لملاقاة بطل العالم الأسطوري بوبي فيشر ولكن فيشر وضع شروطاً صعبة للعب اللقاء ورفض الإتحاد الدولي للشطرنج شروط فيشر واعتبره منسحباً وهكذا أصبح كاربوف بطل العالم , ودافع عن لقبه عامي 1978 و 1981 ضد خصمه اللدود فيكتور كورشنوي , الذي انشق عن الإتحاد السوفيتي ولعب بإسم سويسرة ومازال وذلك احتجاجاً على تحيز السوفييت ضده في لقاء التحدي مع كاربوف عام 1974 , وللحق فقد تحيزت القيادة السوفيتية لكاربوف لأنها رأت فيه اللاعب المناسب للقاء بطل العالم الأمريكي فيشر الذي استطاع إنهاء سيطرة السوفييت على عرش البطولة , وهنالك من حلل انحياز القيادة السوفييتية لكاربوف بأنه رغبة منهم في إنهاء سيطرة اليهود على عرش الشطرنج العالمي , والمهم أن كاربوف حصل على بطولة العالم دون لعب اللقاء النهائي وقدم للشطرنج فيما بعد مبارياتٍ جميلةٍ وأفكارٍ أغنت الشطرنج , وكان الإنتقاد الدائم له هو إسلوبه الحريص جداً وكثرة التعادلات في مبارياته , وسيطرة الهدف الرياضي على الهدف الفني عنده , فكان لا يأبه للنقلات الإستعراضية والنقلات المفاجئة لكن هدفه الوحيد الفوز , والحقيقة أنه طبق نصيحة مدربه : ( اذبح خصومك بسكين باردة !! )والبرود سمة من سمات كاربوف الشخصية , ودارت الأيام وظهر أعجوبة الشطرنج غاري كاسباروف ولم تستطع ثلوج كاربوف ولا ثلوج القيادة السوفييتية من مقاومة لهيب نيران كاسباروف الذي فاز ببطولة العالم باستحقاق عام 1985 مذيباً ثلوج الماضي , ومعيداً السيطرة للجمال والفن وحاملاً سكيناً أكثر حرارةً من لهيب النار المستعر ,..... والملاحظ هنا أن كاسباروف يهودي أيضاً !! وللحديث بقية