أعاد غاري كاسباروف الحرارة والحياة إلى عالم الشطرنج , ورغم أنه تدرب على يد أكبر الأساتذة السوفييت في معهد بوتفينيك بطل العالم السابق لثلاث مرات ( واليهودي الأصل أيضاً ! ) رغم ذلك ففكر كاسباروف الشطرنجي كان ينتمي إلى مدرسة الشطرنج الأمريكية , والفرق بين المدرستين مشابهاً إلى حد بعيد الفرق بين فكر بريجينيف وفكر نيكسون !.... والأمر يتعدى الفكر الشطرنجي البحت ليصل إلى السلوك والمادة والتعامل وكل مايحيط باللاعب , فكاسباروف كان امتداداً حقيقياً للأمريكي فيشر والذي كان بدوره امتداداً لبطل العالم غير المتوج الأمريكي مورفي أما كاربوف فقد كان تجسيداً حقيقياً للمدرسة الروسية وامتداداً لأبطال العالم بتروسيان وسباسكي , وكان أسلوبه الاستراتيجي ( الرياضي ) يحمل من العلم أكثر مما يحمل من الفن , وهكذا كان اللقاء بين كاربوف وكاسباروف صراعاً حقيقياً بين مفهومي العلم والفن في الشطرنج , ولأن الجمهور يفضل دائماً الفن على العلم استطاع كاسباروف سحب الكثير من جمهور كاربوف الشطرنجي , بالرغم من الفوارق الشخصية الكبيرة بينهما فكاسباروف مادي جدا ولا يهتم للمجاملات ولا يقدم دون مقابل بينما يتمتع كاربوف بصفات أخلاقية رائعة وشخصية متزنة وطيبة , ولكل ذلك كانت مباراتهما على تاج البطولة تحمل أهميةً خاصةً في تاريخ الشطرنج