لاعب صغير السن، لا يجيد القراءة أو الكتابة، يذهل لاعبي الشطرنج في ايرلندا، فهو يهزم خصوما يبلغون ضعف سنّه.
يلقب شاين ميلو بالطفل «المعجزة»، فهو الايرلندي الأصغر سنا (خمس سنوات) الذي يمثل بلده في فريق ما دون الثانية عشرة.
شاين، الآتي من منطقة الحدود الدونيغالية والمنهي لتوه سنته الابتدائية الأولى، يحظى باهتمام كبير لموهبته الاستثنائية في لعبة الشطرنج.
يصفه الناس بـ«الولد اللطيف»، وقد علّمه جده لعب الشطرنج منذ الثالثة من عمره. ويظهر ميلو شغفاً كبيراً باللعبة وموهبة فطرية باكرة. ويتوقع الخبراء الذين راقبوه أن يسجّل نجاحا كبيرا في المستقبل.
وفقا لمدربه ألن تورنبول: «شاين موهوب جدا بالنسبة إلى عمره، فقد هزم تلاميذ أكبر منه سنا. استيعابه كبير للعبة، أما موهبته، فتفوق بأشواط بعيدة أي شخص آخر أعرفه».
يشير مارك كوين، من نقابة الشطرنج الايرلندية، إلى أن شاين يتمتع، فضلا عن موهبته الفطرية، بقدرة هائلة على التركيز: «إنه طفل مهووس بهذه اللعبة ويعشقها».
إن بروز عبقري ايرلندي في لعبة الشطرنج أمر غير متوقع على الاطلاق لأنّ هذا البلد لم يطلق يوما لاعبا بارزا ذا سمعة عالمية، بل هو أكثر التزاما بالنشاطات الرياضية مثل الركبي وكرة القدم والرياضات الغيلية.
علاوة على ذلك، لا أبطال من أصل ايرلندي برعوا في هذا المجال فلطالما كان أبطال هذه اللعبة في ايرلندا من أصل روسي انتقلوا إلى هذا البلد قبل بضع سنين. لكن هذه اللعبة تشهد رواجا كبيرا في المدارس، حيث يُقدر أن نحو 10000 تلميذ يزاولونها.
تقول والدة شاين «إنه فائق الذكاء. تعلم اللعبة بسرعة فائقة. يتمتع بقدرة فطرية على التعلّم. إنه ولد عادي، لكن ما إن تضع رقعة الشطرنج أمامه حتى يتحول إلى نابغة». كانت مدرسته الابتدائية مترددة في قبوله في نادي الشطرنج لحداثة سنّه ولأن اللاعبين ينضمون إلى النادي في سن الثامنة. لكن بعد بضع جولات أدرك الأساتذة، بحسب أحدهم، أن «هذا الفتى يملك مقدرات هائلة».
تقول والدته إنه قادر على توقع النقلات الثلاث أو الأربع التالية، وتوضح أنه لا يستاء إذا خسر مباراة، فهو يحب المنافسة ولو خسر جولة تسمعه يقول للتو «سأنازلك جولة اخرى». تتابع: لا يريد اللعب طيلة الوقت، لكنه يرفض النوم قبل أن يلعب على الأقل جولة شطرنج واحدة. يتفوق عليّ بسهولة وأمسى قادرا الآن على هزم والده. لم يتعلم بعد القراءة والكتابة. مع ذلك اختير لتمثيل ايرلندا في لعبة الشطرنج.
تتذكر السيدة ميلو «كان والدي يلعب الشطرنج. حين كان شاين طفلا اعتاد الامساك بقطع الشطرنج واللعب بها. لدى بلوغه الثالثة علّمه والدي كيف يضع القطع في مكانها. هكذا أتقن اللعبة».
بحسب خبراء الشطرنج، يصعب التكهن بمسيرة هؤلاء الأطفال النوابغ إذ قد تؤثر فيها عوامل متعددة كالحفاظ على اهتمام كبير باللعبة. بعض اللاعبين يفقد اهتمامه بها مع السنين. لكن لا يبدو في الوقت الحاضر أن شاين سيفقد اهتمامه بالشطرنج فبحسب جده بيتر ماكغريث «لا يجبره أحد على اللعب، بل تجده يرغمني دوما على الجلوس للعب معه، بدلا من تناول السكاكر».
حين سُئل شاين لمَ يلعب الشطرنج، أجاب: «لا سبب محددا». ومن دون استعمال كلمات منمقة، أضاف «أحبها حبا يفوق المسافة الموجودة بين الأرض والسماء!».